آليات المطالعة الإلكترونية والتحصيـل العلمي – التفاعل النصِّي أنموذجا-
- تمهيـد:
يشكّل فعل القراءة مقوّما حضاريا لكلّ الأمم، فهو مرتبط بمدى الارتقـاء العقلي لأفرادها، وتهيّئهم الفطري والنفسي والثقافي للتفاعل الإيجابي مع شتى الظواهر الكونية المحيطة بهم، فالعقل البشري وهو يسعى جاهدا إلى فكّ ألغاز تلك الظواهر كان فعله ذاك مظهرا من مظاهر القراءة، سّيما وأن القراءة في تحديدها اللغوي تفيد الجمع والضمّ، فلا غرو أننا نجدهم يؤثرون هذا اللفظ للدلالة على ذلك النشاط الذهني الذي يتوخّى تجميع أكبر قدر ممكن من المعارف، وضمّ بعضها إلى بعض في الوعي الإدراكيّ للإنسـان.
ويطمح هذا البحث إلى استقصاء أثر المطالعة الإلكترونية في التحصيل العلمي لدى الطلاّب بشتّى مستوياتهم العلمية من خلال آلية التفاعل. وتقتضي طبيعة الموضوع الانطلاق من الإشكالية الآتية: ما طبيعة بدائل المطالعة التقليدية في ظلّ عنفوان الثورة التكنولوجية التي طالت عالم المعرفة واقتناء المعلومة على غرار سائر المجالات الأخرى؟ وما مدى فاعلية التعلُّم في ظلّ هذا الزحف الهائل لعملاق المعرفة المعاصرة الذي اصطُلح عليه بالحاسوب، فضلا عن تلك الشبكة التي تختزل العالم في ركن بعد أن كنّا نسمع بالأمس القريب عن العالم القرية؟ ماذا ينبغي أن تقدّمه المطالعة الرقمية للقرّاء عموما ولفئة الطلاب خصوصا، من خلال الآليات التي تقترحها؟ وما ذا نعني تحديدا بالتفاعل النصي؟