Deuxième numéro
النّظام والعرفان في اللغة
سيطر مفهوم النظام على مسار الوصف اللساني منذ ما يزيد عن قرن من الزمان. بدءا بريادة دي سوسير في إقرار هذا المفهوم مسيّرا للدراسة الآنية لوقائع اللسان. ومرورا بثورة التركيب والحوسبة في معالجة انتظام الظاهرة اللغوية بغاية التوصل إلى إرساء « النحو الكلي » مع مختلف المناويل التوليدية. وصولا إلى ثورة « ضديدة » – إن جاز التعبير – سواء مع التيار التداولي من خلال إزاحة هذا المفهوم وإيلاء مفاهيم مغايرة كالدلالة والمقام والمحادثة وغيرها منزلة أوْلى… أو مع ما تولّد عن نقد المناويل التوليدية نفسها في الأنحاء العرفانية من مفاهيم تتعلق بالعرفان البشري والتعامل مع الجسدي والثقافي. وهو حراك يوجز في الحقيقة واقع التدافع بين اتجاهات فلسفة العلوم التي نعنى منها في هذا العمل بإفرازات التدافع بين الموضوعية الكلاسيكية والتجريبية الواقعية على الوصف اللساني.