تعد تجربة جامعة الدول العربية من أهم التجارب الوحدوية العربية في تلك الفترة فهي مرآة تعكس أهم القضايا السياسية العربية وأهم المواقف الدولية من تلك القضايا، فهي تجربة حية تم تطبيقها على أرض الواقع من خلال تحقيق التعاون البناء بين الدول العربية.
ظهرت فكرة الجامعة العربية؛ وبرزت الحاجة لإقامة كيان وحدوي يجمع الدول العربية المستقلة وذلك لرعاية مصالحها وزيادة التعاون العربي بينهما وصيانه استقلال الدول العربية، ومساعدة بعض الدول العربية التي لم تنل الاستقلال لنيل ذلك الاستقلال لإقامة تنظيم عربي واحد يجمع شمل الحكومات العربية بداخله، واتضح ذلك بقوة أثناء الحرب العالمية الثانية
([i]) لتتمكن الدول العربية من حماية أراضيها وثرواتها النفطية؛ وإقامة مجتمع عربي متطور ومتقدم اقتصادياً واجتماعياً؛ وإقامة حكومة مركزية عربية تسير نحو التقدم وفق تخطيط مدروس([ii]).
انتعشت فكرة القومية العربية وسعت الدول العربية لاستعادة حريتها واستقلالها، وقد بدأت دول المشرق العربي في خلق حالة من التضامن العربي لدعم المصالح الإقليمية المختلفة، بدءاً من القاهرة التي تعد الاختيار الأمثل للدول العربية في المنطقة([iii]) وتصدرت مصر الحركة العربية للدفاع عن قضية الوحدة؛ لأن ذلك يمثل ضرورة استراتيجية تتصل بأمن وسلامة مصر والمنطقة العربية([iv]) كما أنها على اتصال دائم ومباشر مع جميع الدول العربية.
