Troisième numéro
فلسفة الطب ومنهج البحث فيه عند الأطباء الأندلسيين
إنّ التراث حقيقة تاريخية لا سبيل إلى الانفكاك منها، وإن بدت ظاهريا بائنة ومنفصلة من حيث الوجود بحكم ارتباطها بالزمن الماضي. ومن ثمّة يمكن إدخالها تحت مسائل الكمّ المنفصل؛ فهي في جوهرها وحقيقة وجودها، متّصلة تحيط بنا من كلّ جانب. كلّ دائرة من دوائر اتّصالها تبدأ بنقطة وتنتهي عند نقطة جديدة لتكوّن دائرة أخرى، وهكذا يمكن إدخالها تحت مسائل الكمّ المتّصل بسبب الحركة التداوليّة للتاريخ.
وما كثرة الأعمال التقويمية المشتغلة بالتراث، إلا دليل قاطع على ملازمة هذا الماضي لنا، ومن ثمّة إدراك مدى الأهميّة التي يحتفي بها التراث، ولكن لماذا ندرس هذا الأثر الذي انقضى زمن وقوعه ؟ وما هي الآليات التقويميّة التي نوظّـفها في دراسة من هذا النوع ؟
للجواب على هذين السؤالين لا بـدّ أن نحـدّد مجال ونوع الدراسة التراثيّة التي نودّ الكشف عن أطرها وأسسها المعرفـيّة.