ملخــص
نسعى من هذه الورقة البحثية إلى إبراز التأثير الذي يمارسه التداخل المعرفي الذي كان قائما بين العلوم في التراث العربي الإسلامي على انتقال المفاهيم والمصطلحات من حقولها المعرفية الأصلية المحتضنة لها، التي نشأت وتأصلت فيها إلى الحقول المعرفية المستقبلة لها، والوافدة عليها ،ذلك أن كثيرا من المفاهيم التي تأصلت في العلوم التراثية قد انتقلت ووفدت إلى عدد من العلوم، واستقرت في عدد من التخصصات يعني في غير علومها الأصلية التي نشأت فيها ……..[1].
فرغم اختلاف التخصصات العلمية والمعرفية بين العلوم ، و تعدد شعبها ،فقد استقبلت كثير من التخصصات والمعارف العلمية عددا كبيرا من المفاهيم الوافدة عليها من تخصصات علمية و من علوم معرفية أخرى تتقاسم معها القضايا الفكرية وتشترك معها الإشكالات الفكرية، و المسائل العلمية والنظرية…….
وهذا الإشكال المتعلق برحلة المفاهيم بين التخصصات والمعارف العلمية هو الإشكال الذي سنعمل على إبرازه وإظهاره ، وتجلية أثاره ونتائجه في هذه الورقة العلمية التي أردنا لها أن تكون خصيصا لبيان وإظهار تأثير تداخلية العلوم بين التخصصات العلمية في التراث العربي الإسلامي، على مفاهيم تلك العلوم من حيث نشأتها واصلها وتطورها وانتقالها بين الحقول المعرفية ، ومدى التغير الدلالي الذي طرا عليها ، ولحقها بفضل هذا الانتقال و العبورللمفاهيم بين التخصصات العلمية .
علما أن انتقال المفاهيم ورحلتها بين التخصصات العلمية والحقول المعرفية ، يعد من ابرز المواصفات والمميزات والخصائص المركبة للمسالة المصطلحية والمفهومية في التراث العربي الإسلامي….
[1]-للوقوف على حقيقة التداخلية العلوم وتكامليته يراجع مداخلتنا في:
-مداخلة: في مؤتمر أهمية التكامل المعرفي بين علوم العربية في فهم القرءان الكريم -كلية اللغةالعربيةمراكش30-31-10-2013.
-التداخلية في العلوم الإسلامية :التجليات والامتدادات والأسباب محاضرة بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية 12-06-2016 وجدة المغرب.
-الورقة العلمية التي شاركنا بها في مؤتمر تكاملية العلوم وعلاقتها بالعلوم الأخرى في كلية أصول الدين بقسنطسنة بجامعة عبد الحميد بن باديس يوم:24/11/2015.وكانت بعنوان: التكاملية بين العلوم :الأسباب –المرجعيات – التجليات.
