المؤتمر الدولي الافتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي——أعداد خاصة——

مقررات الدراسات العربية في تعليمنا الجامعي بالمغرب دراسة في ضوء أزمة التخصص

تحميل المقال  

مقدمة

تعدّ اللغة من الركائز التي تقوم عليها الحضارات، وقد اهتمت مختلف الأمم بتدريس اللغة، والتخطيط لطرقها ووسائلها ومقرراتها، والتأمل فيها، وسعت إلى الرفع من شأنها. بل إن معظم الأمم والحضارات استطاعت تحقيق نجاحاتها من خلال إحياء لغاتها ومفاهيمها القديمة.

ومقررات تدريس اللغة العربية في تعليمنا الجامعي بالمغرب تحتاج إلى جهود كبيرة لمواجهة أبرز التحديات التي تقف أمامها وتعيق تقدمها ونجاحها، ولعل التخصص الضيق من أبرز هذه التحديات؛ حيث تفرعت المعارف، وحدث انشطار كبير في مختلف العلوم، مما أفقد الإنسان المعاصر القدرة على مواجهة مختلف المشاكل والاشكالات التي يواجهها في حياته، والتي تحتاج إلى نظرة شمولية ورؤية متكاملة لاستيعابها ثم لتجاوزها.

لقد تأثرت مقررات تدريس اللسان العربي بأزمة التخصص، وما عرفته الحياة العلمية والفكرية المعاصرة من تفكيك للعلوم والمعارف، سواء من حيث علاقة علم اللسان العربي بباقي العلوم، أو العلاقة بين المستويات اللسانية وفروع علم اللسان فيما بينها. مما أسهم في صناعة طالب علم لا يستطيع أن يلم بقضايا اللسان واللغة مهما كان متخصصا فيهما، بل صار الطالب في علم من علوم اللسان يجهل ما يتعلق بباقي العلوم الأخرى، فكيف يعي ما يرتبط باللسان واللغة من معارف أخرى؛ تتداخل بشكل أو بآخر مع اللغة؟

تسعى هذه الدراسة إلى البحث في آثار التخصص الذي وسمت به المقررات الدراسية على تعليمنا الجامعي بالمغرب، وتنطلق الدراسة من معطيات واقعية وميدانية تبرز في مجملها وضع اللسان العربي بين الطلبة المنتمين لمسلك الدراسات العربية، وأثر التخصص في تكوينهم الضعيف بشأن اللسان العربي وعلومه.

وتتفرع عن هذه الإشكالية أسئلة فرعية نذكر منها: ما طبيعة المقررات الدراسية المقدمة لطلبة الدراسات العربية في الجامعة المغربية؟ ما هو الوضع العلمي والتكويني لطلبة العربية نتيجة تلك المقررات؟ هل للتخصص الضيق دور في ذلك الوضع؟ ثم هل من آفاق جديدة لبناء مقررات دراسية على أساس التكامل بين العلوم اللغوية؟

وقد ارتأينا تقسيم هذا البحث إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة؛ حيث خصصنا المبحث الأول لعرض توصيفي لمقررات الدراسات العربية بالجامعة المغربية، ثم أشرنا في المبحث الثاني إلى أثر التخصص الضيق في تعليمنا في تكوين الطلبة المنتمين للدراسات العربية. ثم ختمنا البحث ببعض الخلاصات والنتائج المتوصل إليها، إضافة إلى بعض التوصيات والآفاق الممكنة لتجاوز هذا التحدي وهذا الإشكال الذي لازم مقررات الدراسات العربية في تعليمنا الجامعي المغربي إلى اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق