المناقشات العلمية وأثرها فى التوعية الدينية فى خطاب النبوة مع الآخر
مقدمة
إِنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللّه من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالِنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إِله إِلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدنا محمداً e عبده ورسوله.
أما بعد:
فعلم الدعاة بعقائد الآخرين يثير عجبهم ويستدعى دهشتهم من كم المعرفة وحجم المعلومات عن الأفكار والمذاهب ، وهذا فى حد ذاته يعطى انطباعاً للمدعو شخصية الداعية المتشبعة علمياً وعن تقدير هذه المعرفة وعن تقدير صاحبها ، وهذا فى حد ذاته يجعل المدعو يفكر فى الدعوة الحقة ويتأمل فى مضامينها.
والدعوة إلى الله تعالى تحتاج إلى دعاة ملمين بمعارف الآخرين، ومذاهبهم المتعددة ، وآرائهم المختلفة ، ولابد للداعية أن تكون معلوماته جامعة بين الأدلة الشرعية والعقلية
والحاجة إلى المناقشات العلمية مشترك إنسانى ويظهر عند دواعيه ومقتضياته،
وفد بينت السنة النبوية في كثير من المواقف والوقائع الحاجة إلى المناقشات العلمية للتوعية الدينية وإبراز المفاهيم الصحيحة
وكان البحث دائراً حول تجلية هذا المفهوم وتحليله وإسقاطه على الحياة المعاصرة