القواعد التفاعليّة : جسر لعبور إشكالات تدريس القواعد التقليدية وسبيل لتقوية المهارات اللغوية
الملخص:
على الرغم من كون القواعد من الموضوعات القديمة إلا أنها لم تحترق بعد طرائق تقديمها وكيفية بنائها للناطقين بغيرها، والقواعد أعمدة اللغة التي تقوم عليها، وبصرف النظر عن أراء الباحثين والطلبة نحوها بين مقدّس لها، وداعٍ إلى إهمالها وتجاوزها تبقى العمود الفقري للغة العربية التي ليس هذا موضع مناقشتها وتفنيدها؛ تروم هذه الدراسة إعادة النظر في كيفية تقديم النحو العربي في ضوء إشكلاته التي تواجه الطلبة الأتراك على وجه الخصوص، وعليه يتكون هذا البحث من شقين، شق نظري صرف يحاول أن يقدم صورة كلية ورؤية نموذجية للقواعد في منظومة تعليم العربية للناطقين بغيرها- الأتراك نموذجاً، تستند إلى الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في تحديد مستويات الكفاءة والدقة في القواعد عبر المستويات اللغوية التدريسية، وشق عملي: يقوم على تقديم ثلاثية جديدة في تقديم النحو العربي للطلبة الأتراك تساهم في تحقيق التوازن بين الفهم والإفهام أي بين مهارات الاستقبال والإنتاج، وهي البنائية (النحو علم تراكمي يجب أن يتمتع بنظام منطقي في التقديم)، والسياقية (لا يُدرس أي موضوع نحو في أي مكان أو مستوى دون غرض وغاية بشكل معزول)، والإدماجية (يجب أن أن يتم تدريس القواعد للطلبة الأتراك مندغمة مع عناصر اللغة الأخرى ومهاراتها، في الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة) ، وسيضم الشق العملي تدريبات عملية تطبيقية عبر المستويات اللغوية تحت ما أطلقنا عليه القواعد التفاعلية بجانب بعض النصائح والإرشادات والتوجيهات لمدرسي القواعد للطلبة الأتراك.