العدد الثالث

النقوش الكتابية في إسبانيا وصناعة الأحرف على المواد الصلبة “اللغة العربية والنقوش والآثار المكتوبة في إسبانيا”

تحميل المقال

شهدت دراسة التراث الإسلامي في الأندلس وتجلياتها الراهنة في إسبانيا الحديثة زخما كبيرا في العقود الماضية بفضل الاكتشافات والتنقيبات الجديدة وتطوير آليات البحث العلمي واستعداد جزء كبير من المجتمع الإسباني ومعه الأوساط الثقافية المحلية للتعامل الصريح والإيجابي مع التركة الإسلامية الأندلسية.ومما ساهم مساهمة بناءة في هذه المهام تخلص المؤرخين من أوزار الأفكار والمواقف المسبقة المعادية للعرب والإسلام والتي كانت سائدة طوال قرون عدة. إنّ الأندلس أدى دورا كبيرا في نقل التأثيرات المعمارية والفنية الإسلامية إلى أوربا بصفتهحلقة الوصل بين آسيا وإفريقيا من جهة وبين أوربا من جهة ثانية، حيث أحسّ الأوروبيون بعظمة الحضارة الإسلامية العربية فأقبلوا على دراستها[1]. وتركت الروائع الفنية الأندلسية بصماتها على جميع أشكال الفن الأوروبي في مقدمتها العمارة. فبقي هذا التأثير واضحا فيما يتعلق بالعمارة الإسبانية الحديثة ومخلفات “المدجنين” (mudéjares)، وهم المسلمون الذي ظلوا في مواطنهم الأندلسية بعد سيطرة الملوك النصارىعلى أراضيهم بينما قررت الأكثرية الرحيل إلى المدن الخاضعة للحكم الإسلامي. ولا غرابة في كون الفن الأندلسي اليوم من المآثر الحضارية التي تعتزّ بها الإنسانية باعتبارها إرثا مشتركا للجميع.

[1]كاظم شمهود طاهر، العامار الإسلامية في إسبانيا: مجريط، ، (الكتاب الأول)، القاهرة، العربي للنشر والتوزيع، 2005، ص. 15.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق