توظيف القراءات القرآنية في برامج تعليم العربية للناطقين بغيرها.. هاء السكت نموذجا
الملخص:
كان فضل الله تعالى على اللغة العربية ، أن حضاها بعناية بالغة ، وأبعدها عن شوائب اللحن ، وأنزل كتابه الكريم بلسانها، فكان القرآن الكريم سببا في نشأة كثير من علوم اللغة العربية، بجميع مستوياتها نحوها وصرفها وصوتها ودلالتها. والدارس للقرآن الكريم يجد القرآن نبعاً صافياً مغنياً للغة في كل علومها؛ فأصبحا توأماً، لا يُسْتَغنى.
القراءات القرآنية فن من الفنون التي امتازت بها أمة الإسلام، وبرزت علوم موسيقية دون آلات تُنَغِم الأصوات وتعذب الألحان في قراءة القرآن. تفنن العرب بالأصوات بحكم باديتهم وسليقتهم وانتقلت الأصوات المميزة إلى كتاب الله تعالى، ومنها نزل به القرآن؛ لحكمة يعلم مرادها الله تعالى، والأصوات المرتبطة بالحروف متعددة دُرِسَتْ بعبقرية فذة فأنتجت كماً ثراً من الإبداع، وتفننت العرب بحرف الهاء الذي استعمل للتعبير عن الحسرات، والاستفهام، وهو حرف مهموسٌ رِخْوٌ، ومخرجُهُ من أَقصى الحلق، ومنه كان حرف بناء، وضمير، ومنه حرف صوتي يعطي ميزة للكلام عند الوقوف؛ سُمِيَّ هاء السكت، وبدراسته لغة واصطلاحاً، وعند النحاة وفي القراءات المعتمدة، والانفرادات التي امتاز بها ثلة مباركة من القراء، وفي قراءات حذفت الهاء من الكلمات تبينا سعة علوم القرآن بشمولها المعرفي، الصوتي، والصرفي، والنحويّ، والبلاغي. فكشفنا عن جانب من جوانب القراءات القرآنية المباركة.