المؤتمر الدولي الافتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي——أعداد خاصة——

رؤية استشرافية للمباني والمعاني الصرفية في المقررات الدراسية الجامعية

تحميل المقال  

مقدمـــة:

لعل نظرة متأنية في علوم اللغة تدرك أن علم الصرف هو جوهر كيان اللغة وقوام منشئها، به يعلو صرحها، ويسمو فرعها لما يزخر به من طاقة توليدية تدعم بنيانها وتعلي أركانها، وتمد أفنانها، وهو يكشف عن قدرة اللغة على التعبير عن أسمى مراميها وأجلى معانيها، ويبين خاصيتها في توالد المفردات وتآلف السياقات.

كذلك فإن البنية الصرفية لها أهمية في إظهار الدلالات اللغوية، وتلافي الخلط بين المعاني المتغايرة في السياق.

فالصرف ركن مكين من أركان اللغة العربية، فلا يُسبر غورها، ولا ينمو طورها، إلا باعتلاء صهوة الصرف لاستشفاف المعاني واستجلاء المرامي.

لذا عُنيت جامعاتنا العربية بدراسة علم الصرف، وأولته اهتماماً كبيراً، وأفردت له حيزاً واسعاً، لكن الطالب قد يواجه مشكلة في تعلم الصرف، أساسها صعوبة فهم المادة وتطبيقاتها، وقد يكون السبب في ذلك تقديم هذه المادة في صورة تقعيدية جافة، وإذا حفظها فإن مصيرها النسيان، وتلك آفة العلم والتعلم.

أما دراسة الصرف على أساس المعنى وتذوق الفروق بين الصيغ وتلمس الدلالات فقد يكون أجدى في تلقي هذه المادة وتحقيق بعد أقوى في تمكن الطالب من الفهم والاستيعاب ثم التطبيق السليم في مختلف مستوياته العلمية والعملية.

من هنا تأتي هذه الدراسة تبياناً لتلك الفرضيات التي باتت حقائق ملموسة في الواقع التعليمي الذي يعاني اليوم من هزال شديد في بنيته المنهجية.

لذا فإن هذه الدراسة تقدم إسهاماً متواضعاً في خلق مسار أمثل لمنهجية أكمل في اكتساب تعلم أفضل للبنى الصرفية وفهم مراميها ودلالاتها وتبيان أثرها في تناسق المعاني وتآلف التراكيب من خلال تتبع الكلمة في سياقها وما يطرأ عليها من تغير في صيغتها وبنيتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق